رمال من أمل 21

لم أشعر بأنني غفوت على الكرسي وبحوزتي الدفتر الصغير وبقيت على هذا الحال حتى الساعة العاشرة مساء, كنت أتألم بسبب نومي على الكرسي فأخذت حماما دافئا واستلقيت في غرفتي.

صادفت الكثير من المشاكل بالجامعة وخصوصا تعرضات هجير المستمرة لي ومحاولتها ادخالي لمجموعتها السيئة لكنني لم استسلم لها ابدا بل صبرت حتى طردت من الجامعة مثل بدور

شعرت بالراحة النفسية بعد هذا كله ومر على وجودي بالمنزل 3 اشهر مليئة بالمرح والمغامرات الأخرى مع سارة, صادفت سميرة في أحد المرات لكنني لم أحدثها طويلا بل كل ما دار بيننا هو سؤال عن الحال فقط وأبلغتني بأنها ستهاجر لفرنسا مثلما فعل والداي بهجرتهما

لم أشعر بالحزن نهائيا ولا أعرف لما تبلدت مشاعري من ناحيتهم, وكأنني بدأت أنساهم.

في الشقة:

ما هذه الأشياء في شقتي؟ ملابس نسائية في خزانتي وعطر ومكياج! ما هذا كله؟ وكما أن هناك من يستعمل فراشي وأدواتي

هل قاموا بتأجير شقتي لأحد ما؟

عدت للشقة وفتحت الباب وفاجئني وجود حقيبة ومعطف رجالي على الكرسي: يا إلهي من هنا؟

كنت خائفة جدا وضعت أغراضي بجانب المعطف ومشيت بخطوات حذرة نحو غرفة النوم سمعت صوت أحدهم: لا أحد يجيب على الهاتف أين ذهبوا؟ وكما أنني لا أجد تفسيرا لما يحدث هنا.

اقتربت من مصدر الصوت أكثر وكانت نبضات قلبي تتسارع وتزداد قوتها, نظرت من خلف الباب وحاولت معرفة من الموجود بالداخل لكنني لم أرى سوى ظهره فقط

سمعت صوته مرة أخرى: أووووه فليجب أحدهم على الهاتف.

كان هذا الصوت مألوفا لي إنه يشبه صوت راشد كثيرا, لكنني خلت انني أتوهم فقط ,تقدمت من الباب أكثر وقلت بحذر وتردد: من بالداخل؟

لم أسمع إجابة سريعة وبقيت منتظرة.

قال هو: هذا صوت فتاة! إنني أعرف هذا الصوت سمعته كثيرا ولم أنسه, لم يغب عني أبدا…لا ربما أنا أحلم…

كررت سؤالي: من بالداخل أجبني من أنت؟

لم أسمع إجابة أيضا, تابعت النداء: أرجوك إن كنت لصا فغادر المكان ولا تؤذني, لا أريد أن أتسبب في المشاكل مع صاحب المنزل وإن كنت شخصا آخر فاخرج وحدثني

تساقطت دموعي خوفا فجلست على الأرض مقابل الباب: وكنت أردد أرجوك أخرج من الغرفة…لما لا تجيبني؟

خرج من الغرفة وحدق بي كثيرا وهو يردد بداخله: أمل…أمل حبيبتي…نعم أنتي هي.

تقدم مني وانحنى على الأرض ورفع وجهي بيديه: مازلت كما أنتي تبكين حين تواجهين مشكلة.

قلت بارتباك: راشد…أنت راشد أليس كذلك, قل أنني لا أحلم ….أرجوك أنا خائفة فالمنزل ليس لي أنا هنا فقط…

وضع يديه على فمي وقاطعني قائلا: كفي عن البكاء يا أمل واهدأي ما من داع لكل هذا الخوف.

قلت وأنا أحاول مسح دموعي: فاجئني وجودك كما أنني لا اعرف كيف ولماذا أنت هنا هذا المنزل لشخص اسمه راشد أيضا…

ضحك قائلا: هههههههههههههه وإلى الآن لم تدركي من هو راشد؟!

قلت بدهشة: أنت راشد صاحب المنزل حقا!

راشد: نعم يا أمل أنا صاحبه.

قلت: كيف لم أدرك ذلك…كل شيء هنا كان يذكرني بك ويشعرني بوجودك حولي…حتى سارة ملامحها وتصرفاتها كانت تشعرني بقربك مني …لهذا لم اقوى على نسيانك وعدم التفكير بك…

راشد: أحقا حاولتي نسياني يا فتاة؟!

تنبهت لكلامي الذي قلته له وخجلت جدا لكنني قلت: آسفة لا اعرف كيف نطقت بتلك الكلمات.

راشد بابتسامة: لم تحاولين الهرب من مشاعرك؟ لما تزيدين من حيرتي يا أمل؟

رفعت وجهي وقلت: أنا…امممم ماذا تقصد بكلامك؟

راشد: ألا تحبينني كما أحبك؟

فتحت فمي لكنني لم أنطق بكلمة واحدة فقد فاجئني ما قاله هو يحبني أيضا؟ يحبني كما أحببته؟

أضف تعليق