رمال من أمل 25

بعد خروجي مع راشد وسارة قام بالاتصال بمعارفه في المطار ليسأل عن جدتي واعطاهم بياناتها لكنهم أخبروه بأنه لا يوجد أحد قد سافر بهذا الاسم.

تمتمت: اه يا جدتي نورة أين أنتي؟

راشد: لا تتشائمي سريعا يا أمل ربما كانت عند أحد معارفكم هنا.

قلت: لا يوجد لنا معارف هنا، كل من نعرفهم في مدينة أخرى وليس لنا صلة بهم.

سارة: سوف نجدها بإذن الله.

واصلنا البحث في كل مكان، لم يخطر ببالنا أبدا أنه يمكن أن تكون في دار مسنين، قال راشد بتردد: عفوا أمل لدي ما أقوله لكن أرجوا أن لا يزعجك.

مسحت دمعة سقطت على خدي وقلت: تفضل ولا تقلق.

راشد: بعد ترك والديك لك بهذه الطريقة، اعتقد انهم فعلوا نفس الشيء مع جدتك، ولكن لكونها مسنة ف اظن انهم وضعوها في دار للمسنين.

شهقت بقوة: دار؟! جدتي العزيزة يالتعاستك.

سارة: ارجوك يا أمل اهدأي.

راشد: لا يوجد هنا سوى دار واحدة للمسنين سوف نذهب إليها.

دعوت الله ان نجد جدتي بخير فهي رغم كل ما مرت به كانت قوية دائما وتحثني على ذلك، حين وصلنا للدار بدأ قلبي يخفق بشدة شعرت بأن رائحة جدتي تهب من أمام باب الدار.

امسكت بسارة وكنت مترددة بالدخول، قالت لي: تماسكي يا أمل من فضلك.

دخلنا متجهين ناحية ركن الاستقبال، لا أحد فالحديقة فالجو كان حارا قليلا، استقبلتنا سيدة تدعى هدية: أهلا بكم هل جئتم لزيارة أحد المسنين هنا؟

راشد: جئنا للسؤال عن سيدة مسنة نعتقد انها موجودة هنا.

هدية: ما اسمها.

أجبت أنا: اسمها نورة بنت عبدالرحمن ال… هل هي هنا.

ابتسمت هدية بحنان: أه الجدة الطيبة نورة كم أحبها.

راشد بقلة صبر: هل هي هنا؟

هدية: نعم.

قالت تلك الكلمة ثم صرخت: كيف تتركونها هنا دون السؤال عنها هذا عيب…

قاطعها راشد: من فضلك دلينا على مكانها بسرعة، وبعدها يمكنك مناقشتنا.

وصلنا لإحدى الغرف الكبيرة كان بها مجموعة من النساء يضحكن بصوت عال، تقدمت بخطوات مترددة وألقيت نظرة للداخل، رأيت جدتي كانت منهمكة في حديث شجي، كانت تحكي لهم قصة كررتها على مسامعي كثيرا وصلت الى الجملة التي أحبها ثم أكملت عنها: انهم مثل العصافير يهاجرون من مكان لآخر لكن العصافير لطيفة.

ساد صمت قصير، رفعت جدتي رأسها تبحث عن مصدر الصوت، لم امهلها لتكمل البحث، اسرعت والقيت رأسي بين يديها وجهشت بالبكاء: سامحيني يا جدتي لم أبق معك لأمنعهم…

ربتت على رأسي بحنان وكن النساء قد بدأن بالبكاء أيضا، وكأنني ايقظت شعورا حزينا آخر بهم، قالت إحداهن: ليت ابنتي رحومة مثلك، هداها الله.

 

أضف تعليق