رمال من أمل 26

قبلت يد جدتي ورأسها، كانت تبكي بألم وتقول لي: اشتقت إليكيا صغيرتي.

خرجن جميع النساء من الغرفة وبقيت معها وحدي: كيف حدث هذا؟ لماذا وضعوك في الدار يا جدتي؟

تنهدت جدتي ومسحت دموعها قائلة: عندما خرجت من المنزل جاءت والدتك وقالت لي بأنها لم تعد تتحمل دلالي الزائد لك، وأنه كان من المفترض أن أطلب منك تقبل زواج اختك وتهنئتها، لم أجبها سوى بجملة واحدة لم تعجبها: كان عليك انت تربيتها وتعليمها فهي ابنتك.

كنت استمع اليها وقلبي يحترق وتابعت هي تقول: عندما لم تتحمل كلامي نادت للعاملة وطلبت إليها حزم امتعتي، سألتها عن ما تفعله لكنها تجاهلتني، ولم أجد سوى أباك ينظر إلي بصمت ويشير للخادمة أن تساعدني على النهوض، تركوني هنا في هذه الدار ورحلوا حتى أنهم لم يخبروا أحدا من أهل الدار عني بل أدخلني عامل النظافة جزاه الله خيرا.

قبلت يديها وقلت لها: لن تبقي هنا يا جدتي، سوف تأتين معي.

اشاحت بوجهها قائلة: لا لن أعود لذلك المنزل.

قلت بأسى: لم يعد هناك منزل.

حدقت بي وكأنها كانت تنتظر سماع شيء آخر غير ذلك، شدت على يدي وقالت: ماذا حدث؟

حاولت جاهدة منع نفسي من البكاء وأجبتها: لقد هاجروا وطردوني من المنزل والآن أنا أسكن في بيت شقيق صديقتي.

طرق راشد الباب ودخل مع سارة: السلام عليك يا جدة نورة.

رفعت بصرها إليهم مبتسمة: أهلا وسهلا يا ابنائي.

سارة: نعتذر لقطع حديثكن، لكننا اشتقنا لرؤيتك بسب حديث أمل اللطيف عنك، انها تحبك كثيرا.

نورة: وانا احبها ايضا ف لم يبق لي احد يحنو علي سواها.

أمل: هذه سارة يا جدتي وهذا أخوها راشد.

نورة: تشرفت بكما وأشكركما أيضا على ايواء ابنتي.

راشد: لا داعي للشكر يا جدة انه واجبنا، كما أن أمل تستحق كل الخير.

ألقت جدتي نظرة علي وعلى راشد وابتسمت بخفة، ثم قال راشد: حسنا يا جدة سوف أطلب منهم حزم حقيبتك و…

قاطعته قائلة: إلى أين سأذهب ليس هناك مكان لي أنا وأمل، يفترض أن تبقى معي إن أمكن.

راشد: غير معقول هذا المكان ليس لكما، أمل موجودة في شقتي وانا مع عائلتي فالمنزل سوف تبقين معها، وان كان لك رغبة في شيء آخر أنا في الخدمة.

يتبع…

أضف تعليق