رمال من أمل 23

كان راشد يتجه ناحية المطبخ المفتوح على الصالة، تناول كأس ماء بارد، تقدمت نحوه وقلت: لماذا تبقى في هذه الشقة طالما انك تستطيع العيش في منزل والديك؟

وضع الكأس جانبا ثم ارتكز بيديه على الطاولة وقال: ذلك المنزل لم يعد كما كان قبل سنوات طويلة، توفيت امي عندما كان عمري خمسة عشر عاما وكنت الابن الوحيد لأبي، تزوج بعدها من السيدة ميساء لكي تساعده في تربيتي لكنها لم تحبني كثيرا بل كانت تمقت وجودي وتعاملني بجفاء حتى حملت وأنجبت جابر وسارة التوأم.

قلت: سارة لديها أخ توأم؟

تابع يقول: نعم انه يدرس في بريطانيا الآن، لقد غادرت المنزل عندما اكملت العشرون، طلبت من والدي أن أعيش بمفردي واستقل بحياتي بعيدا، رفض في البداية لكنه اقتنع عندما أخبرته أنني سوف أكون أكثر راحة هكذا، انفذ مشروعي وتأخذ ميساء راحتها فالمنزل.

شعرت بأن راشد وحيدا مثلي بالرغم ممن حوله، لكنني لم افهم لماذا يبدو مختلفا عمن كان عليه في حفل جاسم!

لاحظ شرودي وسألني: مابك؟

قلت بسرعة دون تفكير وبعصبية: لماذا كنت في حفل جاسم؟ كيف تكون صاحب شخصيتين في نفس الوقت؟

أراد أن يضحك بصوت عال لكنه اكتفى بابتسامة بائسة وقال: عندما بدأت في تنفيذ مشروعي تعرفت إلى أناس كثر من بينهم جاسم، كان يقيم هذه الحفلات باستمرار وكنت أحضر للتسلية، جميع من يحضر هناك يتسلى، كنت أرى جميع الفتيات هناك بشكل واحد لكنني حين رأيتك أنتي انتابني شعور غريب، فلم أرى ذلك الشبه بينك وبينهن أبدا.

قلت: كيف رأيتني اذا؟

تابع يقول: لم أرى فيك شغفهن لنيل رضى أي رجل، كنت تقفين بعيدة عن صخب الأحاديث وكؤوس الهوى، مظهرك ونظراتك يجمعهما خوف وحزن وترقب وندم أيضا.

أسرعت قائلة: رأيت كل ذلك بي؟

راشد: رأيت ما لم تفهمه بدور وجاسم ولا أي شخص آخر فالحفل، اقتربت منك لأتأكد مما أراه، خفت أن تخيبي ظني لكنك لم تفعلي، حتى أنك رقصتي معي بلا مبالاة، منذ ذلك اليوم تركت تلك الحفلات وقطعت اتصالي ب جاسم وبعد أن عدت لمنزلك سافرت أنا لأبتعد عن كل شيء وأعود بروح جديدة كليا.

يتبع …

أضف تعليق