رمال من أمل 22

حدقت به طويلا ثم نهضنا لنجلس في غرفة المعيشة: ماذا حدث لك يا أمل؟

كان سؤاله يحمل هدفا واحد وهو سبب وجودي في شقته، سرحت قليلا قبل ان اقول: هاجر أهلي وتركوني بمفردي هنا وقبل رحيلهم طلبوا مني أن أغادر المنزل وحينها لم أجد من ألجأ إليه سوى سارة التي تعرفت عليها فالجامعة وفتحت لي شقتك لأبقى بها.

راشد: كم هذا غريب، أنا لم أرى في حياة أهل يعاملون ابنتهم بهذه الطريقة ويرحلون تاركين اياها بمفردها!

سقطت دمعة حارقة على وجنتي قلت بها: لم يعد مهما ما فعلوه بي ورحيلهم ايضا، انا حزينة فقط لأنني لا أعرف شيئا عن جدتي.

راشد: أين ذهبت؟

تنهدت بقوة وقلت: قالوا لي بأنها سافرت ولا علم لي إلى أين أو متى تعود.

نهض راشد ووقف امام النافذة قائلا: ربما لم تسافر يا أمل.

وضعت يدي على صدري بخوف: هل تكون قد…

قاطعني قائلا: لم أقصد ذلك، بل قصدت بأنه قد تم نقلها لمكان آخر بعيد دون رغبة منها.

بدأت بالبكاء وانا اقول: إلى أين أخذوها، جدتي المسكينة ماذا فعلوا بك؟

اقترب مني راشد محاولا تهدئتي: اهدأي يا أمل وادع الله بأن تكون بخير، سوف نبحث عنها و سنجدها ان شاء الله.

مسحت دموعي وقلت: راشد…

اجاب: نعم تفضلي.

قلت بتردد: أشعر بالخجل ف هذه شقتك و …

راشد: و ماذا؟

تابعت: حسنا…علي أن أجد سكنا آخر لتستلم أنت شقتك وتبقى فيها…

قاطعني ضاحكا: كيف تقولين شيئا كهذا؟ يجب أن تبقي هنا، أنا لدي منزل أهلي وغرفتي موجودة سأذهب إليهم.

كنت خجلة جدا من أن ابقى وهو يرحل كما أن كثيرا من الأسئلة شغلتني أردت معرفة أجوبتها.

تابع…

أضف تعليق